الدراسات السابقة العربية والأجنبية والتعقيب عليها

كيفية التعليق على الدراسات السابقة


من المهارات المهمة لكل باحث، أن يكون ناقداً بصيراً، وقارئاً نهماً وذو ملكة نقدية علمية (تتحاكم إلى الأدلة العلمية) وتتجنب التحيز إلى الهوى أو الأيدولجيا، أو الأفكار السابقة. عملية النقد للدراسات السابقة أو (مراجعة الأدبيات) هي إحدى المتطلبات الأساسية، والتي يجب على الباحث وعلى طالب الدراسات العليا أن يتقنها، ومدى القدرة على ذلك تبين قوة الباحث والبحث.

في هذا الموضوع سأعرض بعض المهارات والأفكار التي تساعد على التحليل والتعليق الجيد على الدراسات السابقة، بعضها من خلال خبرة شخصية والبعض الآخر من خلال الكتب التي تهتم بهذا الجانب. وكذلك بعض الروابط لمواضيع مهمة في هذا المجال، منها دليل إرشادي يسهل لك هذه المهمة.

عند الإطلاع على الدراسات السابقة أو (مراجعة الأدبيات)، يحسن التركيز على (خمس مناطق أساسية في الدراسة):

– نقد المحتوى ( CONTENT)

كأن تكون عناصر الدراسة لم تشتمل على بعض الأطر النظرية أو المواضيع المهمة التي يجب ان تتناول في هكذا مواضيع.

– نقد للمنهجية (METHODOLOGY)

ربما كان استخدام المنهجية غير مناسب لبعض تلك الاسئلة او المشاكل او الدراسات (او ربما كان رائعا الدراسة قدمت نتائج رائعة وقوية ومقبولة علمياً) تذكر: النقد ليس شرطاً ان يكون سلبياً

– نقد لمجتمع أو لعينة الدراسة، (POPULATION AND SAMPLE)

ربما عينة الدراسة غير مناسبة او قليلة (مثل: دراسة تناقش تدريب المعلمين: لكن الباحث ركز على جمع الدراسات من المدربين ولم يدرج المدرسين، أو كان العينة غير كافية او غير ممثلة إحصائياً)

– نقد للمصداقية (RELIABILITY AND VALIDITY)

هل حققت الدارسة شروط الصدق والثبات المتفق عليها في هكذا دراسات؟ وهذه الشروط والمعايير تتغير بتغير المنهج الذي بنى عليه الكاتب دراستة، فكل منهج تاريخي محددات توضح الصدق والثبات فيه، لذلك يجب معرفتها ومعرفة مدى توافق الدراسة محل التحليل لاتباع هذه المعايير بدقة.

– نقد للنتائج (FINDINGS)

ربما تكون النتائج لا يتفق الباحث معها لاسباب: خطأ منهجي، خطأ موضوعي، او خطأ في تحليل البيانات أو عرضها، لذا فيحسن مقارنة النتائج مع نتائج الاخرين وبيان موضوعية كل منها

من المهم جداً سؤال الباحث نفسه:

* مالهدف من ادراج هذه الدراسة ؟

* وماهي علاقتها بالدراسة التي يقوم بها؟ 

* وكيف تدعم او تعارض ما سيصل اليه؟

وربط ذلك كله بسؤال البحث الرئيسي، فإن لم يكن هناك ارتباط واضح فالأفضل إعادة النظر في إدراج هذه الدراسة. 

مراحل التعليق على الدراسات السابقة:

عند كتابة فصل الدراسات السابقة: يحسن بالباحث (الحصيف) البعد عن التلخيص، هدف الباحث من (مراجعة الأدبيات) هو إيجاد الفجوة، فالبدء بها مهم جداً للقارئ لإيضاحها وأين تكون مساهمة البحث في

ردم هذه الفجوة المعرفية أو التطبيقية. وهذه المراحل ليست اختياريه بل تأتي في تطور الفكرة البحثية ووقت الكتابة.

قبل مرحلة جمع البيانات الميدانية:

في المراحل الأولى أو عند كتابة خطة البحث يكون التعليق على الدراسات السابقة قبل مرحلة جمع البيانات الميدانية أو الحقلية، (بالنسبة للباحث) لذا فيكون الربط بناء على خطة الباحث والنتائج المتوقعة من البحث، واكتشافه للفجوة من خلال ما قرأ وحلل ثم كيف سيعالج البحث هذا النقص.

بعد مرحلة جمع البيانات:

بعد جمع البيانات الميدانية (سواء كانت كمية أو نوعية) فيجب ان يحدد بوضوح ماهو الفرق بين ما توصل اليه وما توصل إليه الاخرون وكيف أن نتائج بحثه تفيد في جانب معين، أو تتميز بطرح جديد (الجدة والأصالة العلمية) أو أنها تعارض جانباً مما توصل إليه الاخرون. المرحلة الثانية تظهر بوضوح في الفصل قبل الأخير وهو (مناقشة النتائج).

أهم نقطة في التعليق على الدراسات السابقة هي التعليل (Justification) لأنه لا يكفي أن يذكر الباحث ما توصل اليه ويقارنه بما توصلت إليه النتائج السابقة، بل يجب ان يركز على التعليل والتفسير للنتائج المتناقضة أو المتشابهه.

طريقة عرض الدراسات السابقة:

تختلف الثقافة البحثية في عرض الدرسات السابقة ، ولكن عند النظر لأغلب ما ينشر من الرسائل العربية (الماجستير والدكتوراه – وخصوصا في السعودية ) فهي غالب (من خلال استقراء الكاتب للدراسات التربوية) لا تخرج عن طريقة (annotated bibliography) وهي عرض لاسم الدراسة ثم ملخص قصير لها ، وابرز النتائج وفي نهاية هذه الدراسات تعليق للباحث على الدراسات السابقة، وأحيانا يكون التعليق هو تلخيص لأهم النتائج.

وهذه الطريقة يحذر منها بعض الكتاب في مناهج البحث، وهي تشبه عرض قائمة بالمراجع مع قليل من الشرح.

العيوب في هذه الطريقة كالتالي :

1.عدم ذكر اوجه الاختلاف والتشابة بين الباحثين السابقين، ووجهات نظرهم والقضايا التي ناقشوها

2. لا تصنف الباحثين في مجموعات ، فمثلا لو وجدت عددا من الباحثين اتفقوا على نتيجة معينة فيكفي ذكر النتيجة ثم جمعهم جميعا بين قوسين.

3. قد لا تساعد في تحديد الفجوة، فالاتساق الموضوعي مفقود نوعا ما، والفجوة قد تكون موجودة في نقاط كثيرة في البحث فيحسن ذكرها كلما سنحت الفرصة ولكن في هذا النموذج لا يستطيع الباحث التركيزعلى ذلك.

4. ربط الدراسة بالدراسات السابقة من حيث الموضوعات وتفريعاتها الاساسية.

يوجد عدة طرق اخرى واهمها الاول والثاني:

1. التسلسل التاريخ :

يكون جمع الدراسات ومناقشتها بناء على تاريخ النشر ، وتوضيح مدى التطور في الموضوع من خلال مدة زمنية، ربما تكون مفيدة في مواضيع معينة مثل التطور التاريخي لنظرية معينة ، مثلا (النظرية البنائية) ويكون تركيز النقاش هنا على اهم المنظرين لهذه النظرية ، والاسهامات التي قاموا بها ، ومدى الاختلاف بين بعضهم البعض، وكيف اثرت النظرية في النظريات الاخرى.

2. طريقة الموضوعات:

يكون جمع الدراسات ومناقشتها بناء على موضوعات محددة مسبقاً ، مناقشة الدراسات السابقة من خلال المواضيع الجانبية : فمثلا يتم تصنيف قسم ( literature review ) الترجمة لهذا المصطلح هي (مناقشة الادبيات ) الى عدة اقسام او مواضيع لتكون أشبه بالاطار النظري .

3. المفاهيم العامة للموضوع : باستخدام الخرئط المفاهيمية وهي عبارة عن تدرج شجري للموضوع

4. السبب والمسبب او النتيجة والاثر في الدراسات السببية أو عند وجود موضوع (مبنى على هذا الترابط)

5. المقارنة بين الاختلافات والمتشابهات في دراسات المقارنة.

6. التصنيف بناء على منهجية البحث (الدراسات الكمية ، والكيفية )